أمتي.. أمتي! فهل جزاء الإحسان  الإساءة؟ /أحمدو سيدي محمد الگصري

 

في زمن طغى فيه الجهل على الحياء، وانقلبت فيه الموازين، خرجت علينا – ويا للأسف – أصوات نشاز من بعض أبناء هذا الوطن الطيب، موريتانيا، تسيء إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، خير من وطئ الثرى، وأكرم الخلق خُلقًا ونسبًا وهدى.

إن من يجرؤ على المساس بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا يمثل إلا نفسه، ولا يمت إلى قيم الإسلام ولا إلى أخلاق المجتمع الموريتاني بصلة، فهذه الأرض المباركة عُرفت تاريخيًا بحبها لرسول الله، وبتعلقها بسيرته، وبتدريس شمائله في المحاظر والبيوت، جيلاً بعد جيل.

أليس من الخزي والعار أن يكون جزاء من قال: "أمتي، أمتي" في أحلك اللحظات، أن يُكافأ بالإساءة والتطاول من بعض الجهلة والضالين؟!
لقد وقف صلى الله عليه وسلم بين يدي الله في مواقف لا يتحملها بشر، ولم يكن يدعو لنفسه ولا لأهله، بل كان يقول: "يا رب، أمتي أمتي"، حتى قال الله عز وجل لجبريل: "اذهب إلى محمد، فقل له: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك."

إن هذه المحبة التي بادلنا بها نبينا الأكرم تستوجب الوفاء، لا الجفاء. تستوجب الدفاع عنه بأقلامنا، وأفعالنا، ومواقفنا، لا أن نسكت على من يسخر أو يسب أو يشكك، بحجة حرية التعبير أو اختلاف الرأي!

نقولها بوضوح: إن الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليست رأيًا يُحترم، بل فجورٌ يُستنكر، وجرمٌ يُدان، ووقاحةٌ تستوجب المحاسبة.

لقد قال تعالى: {إنا كفيناك المستهزئين}، فلا نخشى على مقام رسول الله، فهو مرفوعٌ في السماء والأرض، ولكننا نخشى على أنفسنا من لعنة الله حين نسكت عن السفهاء.

ندعو الجهات المختصة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد كل من يتطاول على ثوابت ديننا ومقدساتنا، وعلى رأسها جناب النبي الكريم، كما ندعو كل غيور إلى التحرك بالكلمة الصادقة والموقف النبيل.

وخاتمتنا دعاء:
اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، عدد ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، واجعلنا من أنصاره والداعين إلى سنته، الذائدين عن عرضه، والمحشورين تحت لوائه يوم الدين. 

اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.

                                                   أحمدو سيدي محمد الكصري 
 
                  فداك نفسي يا حبيبي يا رسول الله

سبت, 10/05/2025 - 12:11