انواذيبو مدينة العجائب والغرائب

ham

تعرف مدينة نواذيبو بالمدينة الاقتصادية للبلاد فما تعرف مدينة نواكشوط بالمدينة السياسية للبلاد, و تمتاز مدينة نواذيبوا بإطلالتها على البحر, حيث تعتبر بمدينة نواذيبو هي أكبر المدن الموريتانية المستفيدة من دخول السفن البحرية, و التي دائما تكون ظاهرها السمك و باطنها المخدرات و الخمور و ما شابه ذلك.

نواذيبو مدينة العجائب و الغرائب, اليوم أنت مواطن بسيط تعيش على خيرات الوطن, تبحث عن عمل وظيفة توفر بها حاجيات أسرتك و تحفظ لك نسبك و شرفك و قيمتك, لكن منذ دخول السياسة و سياسيين إلى مدينة نواذيبو تغير كل شيء, بات الحصول على وظيفة بسيط جدا و بغير تكلفة, فما أنقسم الناس إلى قسمين, قسم مؤيد و قسم معارض, و ما عليك أن تقوم بالانتساب لأحد الأحزاب السياسة, و لعب دور المحامي عن رئيس الحزب و ذكر اسم و شرفه و في مشارق الأرض و مغاربها, و مدحه بكل لغات أهل الأرض قدر المستطاع, و هذا ما سيمكنك من الحصول على وظيفة و قد كان النفاق و الكذب و الخداع سببا في حصول كثير من الشباب و موظفين عاديون على ترقيات ووظائف كبيرة,استطاعوا من خلال إبرام صفقات مشبوهة مع شخصيات تنشط في المدينة, و تعرف مدينة نواذيبو بتجارة المخدرات و الخمور و ذلك ناتج عن وجود السفن الأجنبية, إذ ينشط معظم شباب المدينة في بيع المخدرات و التجارة بها, وقد كانت العامل و تزال العامل الأساسي وراء تكاثر الجريمة المنظمة, فما تشهد مدينة نواذيبوا لجوء كثير من سكان مدينة نواكشوط و غيرهم إلا المدينة لأخذ قسط من الراحة و الاستجمام في العطل المدرسية.

مما يثير الدهشة و الغرابة, ممارسة بعض الموظفين و سائقين السياسة و ترشحهم, إذ لا يملك هؤلاء من المعرفة أو ممارسة ما يمكنهم من دخول معطف السياسة, فلسياسة أهلها كما للدين أهله, و ليس كل من قام أو و حصل على المال كافي لترشحه أن يكون سياسيا, فاليوم تجد حارس الأمس سائق و تجد سائق سياسي مدينة نواذيبوا شهدت تطورا كبير منذ دخولها منعطف السياسة, في ما تواجه المدينة انفصال كبير, حيث ينقسم سكانها بين الباحثين عن المال فقط و الباحثين عن المصلحة العامة.

يوجد في مدينة نواذيبو سبعة 7 وزراء, و قد شارك هؤلاء السبع في الحملة الانتخابية, حيث قام سكان المدينة بانتخاب أحد هذه السبعة, وذلك ليجدوا ما لم يجدوه من تطور و أمن و تعليم و صحة و غيره من مستلزمات الحياة الكريمة, التي تفتقد لها المدينة رغم وجود الحكومة.

و تشهد مدينة نواذيبو إقبال كبيرة من ناحية الشباب, حيث يجدوا في المدينة ما لا يتوفر في معظم مدن البلاد, و يمتاز مناخ المدينة بالبرودة, و يرى الشباب إنها مدينة مناسبة للعيش, حيث يجد الشباب من الفوضى و قلة أمن و المخدرات ما يجعلهم عبرة لمن يعتبر,و تشهد المدينة انتشار كبير لدعارة حيث يوجد في كل ركن من المدينة بيتا للدعارة يشهد إقبالا أكثر من المساجد, من طرف الشباب و المسؤولين و رجال الأعمال و كل من على سطح تلك المدينة, و كثيرا ما تمارس الدعارة التي تنفق عليه جميع الرواتب, من طرف صحراويات و أجانب و بعض النساء الموريتانيات,و هذا يرجع إلى قلة الأمن و عدم محاربة هذه الخبائث من طرف الحكومة وذلك لإن معظم المسؤلون يزرون ذلك المكان و يربط أصحابه علاقة قوية مع الدولة تحول دون إغلاقه و يصل دخل الواحد منهم يوميا إلى مليون أوقية أو أكثر في ما ينفق معظم الشباب مالهم في هذه الأشياء و يوجد  رجال بلسم وذكور بلمعنى وفى تصرفات بين الجنسين من أجل كسب ود الآخرين وتقرب إليهم وقد أشاعوا الفاحشة بطريقة متطورة على شكل مؤسسات تلعب دور الوسيط لتفشي الرذيلة بطريقة مستحدثة.

فيما تتجاهل وسائل الإعلام و صحفيين الموجودين في المدينة هذه الظاهرة و مثلها من الظواهر السيئة و الطارئة على مجتمعنا الإسلامي المحافظ, و يعود هذا إلا التفريط في الشباب و الحرية الزائدة التي حصل عليها الشباب حتى وصل به الأمر إلى ارتكاب الجرائم و الفواحش و المشاركة في انتشار الرذيلة و تصوير النساء ووضع صورهم و فيديوهاتهم على شبكة الانترنت و تفاخر بها و التنافس على نشرها و هذا يعود إلى البعد عن الدين و عدم مراقبة الشباب من الجنسين أو وضع حدا لحريتهم من ناحية الأسرة و الحكومة.

و تبقى مدينة نواذيبو المدينة الاقتصادية للبلاد و ملجأ كل بائع للمخدرات في ما تشهد المدينة غياب تام للأمن حيث شهدت المدينة جرائم قتل خطيرة في الأيام الأخيرة مرتكبها الشباب في مقتبل العمر, تحت تأثير المخدرات و بدون إدراك منهم, و لا توجد أي جهة في المدينة لمحاربة مثل هذه الظواهر التي دائما ما تكن سببا في ضياع الشباب و إلى الأبد, و لا تختصر هذه الظواهر و هذه الجرائم على مدينة نواذيبو فقط بل وصلت إلى جميع المدن الموريتانية ووصلت إلا قتل أشخاص بدون أي سبب و بيع أعضائهم لمؤسسات أجنبية تدفع في الكلى الواحد ما يقارب مليونين و هو ما يدفع الشباب إلى قتل كل من أعترض طرقه رغم وجود جهاز أمن الدولة و السلطات المكلفة بمحاربة الجريمة و المخدرات و يرجع هذا الانتشار القوي للجريمة إلى مشاركة السلطات , و اشتباه بها و ارتباطها بالمجرمين إذا دائما ما يكون المجرم على  صلة قوية بالشرطة و كثير ما يكونوا هو الشرطي بحد ذاته.

 

الكاتب: حمودي ولد حمادي

[email protected]

 

2 pièces jointes
ثلاثاء, 18/02/2014 - 17:06