نعم..لحل حزب الاخوان كما قطعت العلاقات مع قطر..

من الطبيعي جدا في مثل هذه الظروف التي تعيشها المنطقة العربية و خاصة الخليج أن يتأثر تنظيم الاخوان الإرهابي بتطورات متصاعدة تهدف إلى الضغط على دولة قطر الشقيقة بالتخلي عن الإرهاب بغية وقف الدعم السخي الذي تقدمه هذه الدولة الخليجية لأعداء الامة العربية من المتطرفين و المغالين في دين الله من الاخوان و غيرهم من التيارات و أصحاب المذاهب الشاذة عن سنة الله و رسوله و المبتعدة عن مبادئ الإسلام التي تدعوا للوسطية و السلم و الأمن و الأمان.
لقد شكلت أزمة قطر نكسة للإخوان و لأن هذه النكسة ليست سوى جزء من بداية نهاية الدور السلبي الذي تلعبه هذا التنظيم سرا و علنا في الدول العربية بدأ بتلك المستقرة و انتهاء بالدول التي تعرف اضطرابات كان سببها الرئيسي هو تدخل تنظيمات جهادية مدعومة من قبل هذا التنظيم و من قبل تنظيمات أخرى على شاكلته أثرت على استقرار البلدان العربية في المشرق و المغرب، و لأن الدول العربية تسعى جاهدة منذ الربيع العربي إلى حل الأزمات المتفاقمة في كل من العراق و سوريا و لبنان و اليمن و ليبيا بكل الوسائل و الطرق المتاحة دون جدوى نظرا للدعم الكبير و السخي الذي تقدمه قطر لهذه التنظيمات و التيارات المتناحرة و المتصارعة ما زاد الصراعات تجذرا و توغلا و أزهق أرواح مئات الآلاف من المسلمين الأبرياء و دمر اقتصادات تلك الدول التي خرجت من الربيع العربي بأزمات خانقة انضاف عليها عدم الاستقرار الذي تلعب فيه قطر دورا بارزا هي و التنظيمات التي تمولها و تدعمها ماديا و إعلاميا من خلال قناتها "الجزيرة" التي تغطي على أخطاء تلك التنظيمات و فظاعاتها من خلال بث اخبار في الغالب من مصادر مجهولة تريد من خلالها اثبات إصرار الأنظمة القائمة على المواجهة و الرغبة في قتل الأبرياء تارة بتقديم اخبار عارية من الصحة و تارة أخرى بتقديم تحليلات و نقاشات مع اشخاص لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة بتلك التنظيمات.
لقد أصحب الإخوان في نكسة كبيرة و لم ينجوا من تلك النكسة امتدادهم في موريتانيا، فالإخوان في موريتانيا يعيشون في تناقض تام مع إرادة الشعب الموريتاني الذي طالما سعى للسلم و جنح إليه و رغب رغبة شديدة في استقرار الدول الإسلامية و نمائها و ازدهارها و ساهم في دعم القضية الفلسطينية.
و لأن الأدلة باتت تدين قطر و تثبت تلاعب تلك التنظيمات بها و بنظام الحكم فيها، بات لزاما على الدول العربية و الإسلامية الحريصة على وحدة التراب القطرية و الحريصة كذلك على شعب قطر المستغفل أن تتحرك في سبيل ثني النظام القطري عن تلك الممارسات المشينة بدأ بتعطيله للعمل العربي المشترك و تدخله في شؤون الدول العربية و الإسلامية و كذلك تودده لإيران و إصراره على استلطاف هذه الدولة التي تناصب العداء لأغلب البلدان الإسلامية و العربية خاصة المملكة العربية السعودية التي تتأثر بشكل كبير من تجاوزات إيران، و كذلك الإمارات العربية المتحدة التي لا تزال تطالب بأرضها المغتصبة و المتمثلة في جزر طنب الكبرى و طنب الصغرى و أبو موسى، التي يحتلهما الكيان الشيعي الغاشم.
و لأن موريتانيا ليست بعيدة عن كل هذه القضايا و تتأثر هي الأخرى بتلك التصرفات المشينة خاصة أن تنظيمات إرهابية هاجمت الأراضي الموريتانية و قتلت الجنود الموريتانيين بدم بارد و لا يستبعد أن تكون تحصلت على أموال من جهات مدعومة من طرف قطر كتنظيم الاخوان الإرهابي، فإن موريتانيا و لذات الأسباب التي جعلت السعودية تستشعر الخطر و تسعى لثني قطر عن تصرفاتها هذه، بادرت هي الأخرى بقطع العلاقات مع دولة قطر، في خطوة تثبت تشبث موريتانيا بهويتها العربية و برغبة شعبها الأبي في المساهمة في السلم و الأمان لا الخراب و الدمار.
و لا أعتقد أن الحكومة الموريتانية ستتوقف عند هذا الحد لأن المرحلة حاسمة و صارمة، و تتطلب تحركا سريعا، في اتجاه الخلاص من تنظيم الاخوان المسلمين و ذلك بحل حزب تواصل الذي تجرأ على الإعلان عن وقوفه في وجه الدولة و توجهاتها القاضية بمشاركة الدول العربية و الإسلامية امتعاضها من تصرفات قطر، و لأن الاخوان في موريتانيا صرحوا بشكل واضح أنهم جزء من تلك التنظيمات التي تدعمها قطر و لأنهم وقفوا في وجه الإرادة العربية و الإسلامية بات لا بد من توقيفهم عند حدهم بحل حزب تواصل و حظر كل الأنشطة التي يقوم بها لأنه ببساطة يمثل مستنقعا خطيرا يمكن أن يستفحل إذا لم تقم السلطات الموريتانية بمسؤولياتها و توقف امتداد التنظيمات الإرهابية بالبلد عند حده، من خلال الإسراع بحل هذا الكيان الغريب على الشعب الموريتاني شكلا و مضمونا.
و إذا لم تقم الدولة الموريتانية بهذه الخطوة فإن قطعها للعلاقات مع قطر لن يفهم سوى أنه مجاملة للسعودية أو لتلك الدول التي لا محالة قدمت أدلة دامغة على تورط قطر في دعم التنظيمات الإرهابية، لا بل إن الشعب الموريتاني لن يستريح من الإرهاب و الإرهابيين و الخلايا النائمة سوى بحل حزب تواصل و حظر جميع الأنشطة التي يقوم بها قادته و رؤساؤه.
و هنا لا بد من التنبيه على أمر مهم، فهذا التنظيم لن يسكت عن قطع العلاقات مع قطر و بالتالي فلا خوف من ردة فعله على حل واجهته السياسية بالبلد خاصة إذا ما علمنا أن التغاضي يشكل خطرا على كيان الدولة و الخوف من البلبلة التي ستحيط بحل تواصل لا يبرر السكوت عن خطر الإرهاب الذي لا يقل خطورة عن الإبقاء على علاقات مع دولة لها كبير الدور في عدم الاستقرار الذي تعرفه المنطقة.
و في الأخير لا بد من التأكيد على أهمية الخطوة الأولى بقطع العلاقات مع داعمي الإرهاب فتلك الخطوة دليل على تشبث الدولة الموريتانية بالعمل العربي المشترك و لكن لا بد أن تتبع تلك الخطوة خطوة أخرى تفضي إلى حل حزب تواصل ما سيكون دليلا حقيقيا على مناهضة موريتانيا لبؤر الإرهاب و مناهضته للتنظيمات الراعية للإرهاب، فكل اخواني مشروع إرهابي و الشباب الموريتاني يُخاف عليه من التجنيد و التوجيه نحو الإرهاب.
ذ/ محمد فاضل الهادي
أربعاء, 07/06/2017 - 22:48