وادان....مدريد .... قصر المؤتمرات / موسى ولد ابو سيد اعمر

في كل إطلالة لفخامة الرئيس يكون الشعب على موعد مع منهج خلقي ثابت وإحاطة بشؤون الأمة  جوهرا وتفصيلا متنا وهامشا... 
أكد رئيس الجمهورية أكثر من مرة أنه لن يحمي مفسدا وأن ما لدى البلد من ثروات هو في أمس الحاجة لها ولن يكون من الممكن ترك العابثين يلعبون به... 
وفي نفس الوقت لا مجال لتصفية الحسابات ولا ذهاب للعقوبة قبل ثبوت الجرم.. 
اكتسب خطاب ودان تاريخيته بغلقه باب النعرات وسده شرخ الشرائحية وجعله المواطنة الحقة هي آصرة الموريتاني بالدولة... 
لم يكن ما جرى في مدريد إلا حديثا عائليا بين الرئيس وأفراد من شعبه رد عليهم حسب طرحهم وكلمهم بما يفهمون صارفا أنظارهم عن المطالب الشخصية والمصالح الذاتية مذكرا إياهم بأوضاع كثيرين يعضهم الجوع في أقاصي القرى من جميع أطراف البلد العزيز.... 
لذلك لم يكن غير فرصة عابرة أتيحت لجاليتنا بإسبانيا حظوا فيها بمشافهة الرئيس والاستماع لتشخيصه لكثير من واقع الجمهوريه مما يعرف الخاص وسائر العوام به غير عارف... 
لقد اختط فخامة الرئيس لنظامه منهجا يعتمد الحكم على الناس بالبراءة حتى تثبت الجناية ويمنحهم الفرصة حتى يتحقق العجز ويعتبرهم صالحين للاستعانة بهم حتى تفند آفعالهم ذلك الاعتبار.... 
لعل البعض من المسيرين اغتر بتلك المُهل التي منحت وذلك التغاضي الذي تم فلم يراجع نفسه حتى تفاقم التراجع في مستوى القطاعات الخدمية وغابت قاعدة أن القادة في خدمة شعوبهم وأن المواطن يتعين تكريمه وتوقيره وتلزم بمعاملته وفق قواعد المدنية الحديثة والديمرقراطيات الناجحة ومقاصد الشرع الذي كرم الإنسان.... 
في هذا السياق جاءت مناسبة قصر المؤتمرات فأطل الرئيس وهو يعلن دخول أكبر عدد من الشباب دواوين التشغيل فأيقظت كلماته النائم من المسيرين وأنذرت الغافل ودعت العاجز للاستقالة قبل الإقالة وقد كان ضرب الأمثال بمعاناة المواطنين جهيزة أسكتت الجميع واقامت الحجة على الكل.... 
يود فخامة الرئيس أن ينحاز دون ضبابية للناخب وأن يرفع الحماية عن المقصرين وأن يذكر غير المؤهلين أنه لا مكان لهم في فريق يراد منه النهوض بدولة تعاني تراكمات جمة في تأخر التنمية.... 
بحكم موقعي نائبا في البرلمان ممثلا للشعب داعما لرئيس الجمهورية أجد من واجبي وضع مسافة كبيرة بين النقد البناء والسخرية الرعناء إذا لا يخفى على ذي بصيرة من يريد الإصلاح ومن يروي غليله بالسب والشتم.... 
ما يحتاجه رئيس الجمهورية اليوم ليبصم به غدا في صفحات التاريخ هو فريق من بررة أبناء هذا البلد يكون بطانة صالحة له تجعل تعهداته واقعا ملموسا وترقى بتكليفاته لتصبح إنجازا محسوسا... لديه ثروة بشرية في مجلس النواب وله مجموعات من الخبراء في ديوانه وديوان الوزير الأول ممن لم تتلطخ ايديهم بالمال العام ولم يثبت عجزهم كما هو حال بعض الفريق الحالي
إن الفريق التنفيذي الذي
 يمكنه الاعتماد عليه يتعين أن يجمع بين الخبرة والتجربة والأمانة والصدق والقدرة على المبادرة.... 
صحيح أن المأمورية مضى نصفها لكن عامين من الصرامة والعمل كفيلان بتعويض كل ما فات وكافيان لترك الآثار المشهودة والأفعال المحمودة...

سبت, 26/03/2022 - 09:23