استغاثة الغريق .. د محمد الحسن اعبيدي


انواكشوط غريق ، أسواقه ، مكاتبه ، أحياؤه ، مقطعة الأوصال ، معطلة الطريق . بكل شارع مستنقع @   من حاول المرور منه أو به سيقع @   مخضبا معفرا  بتربة ألوانها أقذارها لها  تبع ،@  داكنة داجنة هجينة عجينة  بها من كل متروك و مستخبث  بقع @ . 
إن فكرت بمغامرة  التنقل لأمر مهم  @ أو طارئ ملم @   فاختر   الخريت @   السائق العفريت @   وحدد له الأجرة بالأوقية  والكيت@  و جهة الرحلة للعمل أو للبيت  @  فسيسير سير القارض   @ الراكض لصيد عارض @  يقفز بين الجحور والأنفاق @  سيء الشرك والإرفاق@   يصدر الصفير والزفير @  في وجه كل من شاركه النفير  @  في يوم تعطل فيه المسير  @ إلا من صدإ المراكب @   يعلوه متعود السير والضرب في المناكب  @  يكسب قوته من كل  نازل وراكب @ لا يمل حديث زبنائه واغتيابهم  للساسة وأصحاب المسؤوليات والمناصب @     لا فرق عنده بين طريق معبد  أو معمد  أو مطمور   @ أ و منخفض  أو مرتفع ممتد الجسور  @   شيدت عليه مجار تصرف كل  ساقط نازل  من أعلا أو من لافظ لاقط  .
  مثل هؤلاء  السواد   الأعظم الذين  منعوا اللحم  والدسم  ورموا بالعظم   بعد  أن جف وخف  والتف   وكان منهم إنبات اللحم وإجراء الدم وتقوية العظم ،  توظف عليهم  الضرائب وكل أنواع المكوس  بعدد حركاتهم وسكناتهم  وروحاتهم وغدواتهم .
  ولو كانت مقابل استمرار  الخدمات وتذليل صعوبات ومشاكل جديد الحياة  لهان الأمر  وحلى الأمر   و لحبب لهم  ولاة الأمر وصدق من دعاتهم وولاتهم الكذاب الأشر   الذي يدعي في كل جديد أنه الأَخْيَرّ   وما قبله الأشر بزواله سينجز المعجز و يتيسر  المتعسر  و تتحول العاصمة لأرقى عواصم العالم المتحضر ، يسير الراكب بشوراعها  ولا محروم بقارعها من متسول أو معترض ذي حاجة  محتضر   لا أمت ولا عوج ولا  هشيم محتظر  ولا حفر ولا ردم من  بناء أو أعجاز  منقعر .
 يتجول السائح   بأزقتها وحاراتها ومدائنها ليلها  نهارها  وكأنها المعنية بقول شاعر الجنة المفقودة : 
يا أهل أندلس لله دركم @ ماء وظل وأنهار وأشجار 
ما جنة الخلد إلا في دياركم @ ولو خير ت  هذي سأختار .
والحقية المرة أنه بعد مختار العشرينية  الأولى من عمر الدولة لم يأت مختار شفيق مستقيم  يمهد للإصلاح والبناء الطريق .
 ففي  العشرينية  الماحقة   و العشرية   الساحقة و ثلاثتها اللاحقة  أحلام تغتال   وأموال مستباحة من  حاكم يحتال لها وبرجاله أشد احنيال "  يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطن  إلا غرورا"    بمنجزات معلقة  كالسراب  ومشاريع قفر يباب.
 وربنا الغفار  شديد العقاب الرحيم التواب .

اثنين, 22/08/2022 - 09:52