وداعا أوفى.   عليك من الرحمات الأجزل الأوفى /د. محمد الحسن اعبيدي


أوفى ولد عبد الله ولد أوفى رحيلك المفاجئ فاجع  للضعيف اللاجئ و المريض المراجع الذي سئم التردد بين  العيادات  والمخابر و أوشك أن يكون من ساكتة المقابر  .
بعد أن أعياه تشخيص الداء  وأوهن جسمه استعمال فاسد الدواء  فألهمه الله. التوجه   لأوفى  فشوفي وتعافى  بجسة نبض وحسن استماع  ورفق وارشاد  لحمية تناسب الطبع   مأمونة الآثار سهلة التركيب  غير مبددة لما في لليد و لا مستنزفة للجيب  إن ساعد الرب حصل معها الشفاء وإلا فالتسليم والرضا  بالقضاء. 
فقد كان أوفى يقوي في المريض الأمل والثقة في الله الذي هيأ الأسباب  لتجري الأقدار كما أراد لها في سابق الأجل  .
ولن أنسى   اتصالي  به بعد عودته الأخيرة من رحلته الاستشفائية بطلب من الوالدة لتستشيره كعادتها  ليصف لها المناسب غذاء ودواء  فسجلت له رسالة صوتية في تطبيقة  الوات .. بعد رن الهاتف ولعل الرد عليه لم يوات .
  فرد علي بتسجيل بخلقه المحمود وتواضعه المعهود وعلمه الفياض المجود ملتمسا منها الدعاء متمنيا لها الشفاء  ممطئنا على حاله  مبسطا ما سألته عنه من وجع مرشدا للدواء والغذاء الأنفع الأنجع .  
فسبحان الله فقد كان ذاك كلام مودع  وفيه عبرة ومدكر ومرتدع .. 
وها أنا أقرأ نعيه المفجع وصدق. من قال :  
تنفك تسمع ما حي  @ يت بهالك حتى تكونه 
والمرء قد يرجو الحيا @ ة مؤملا والموت دونه.
 فلكل  "أجل كتاب فإذا جاء آجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون "..
 الطببب أوفى وصلنا خبر نعييك ولم نستوعبه بعد.
 مع تسليمنا بأن  الأمر لله من قبل ومن بعد .
فسيبقى ذكرك الحسن وأثرك الطيب  في النفوس التي  أعدت لها الأمل والحياة    ورسخت فيها أن الإيمان  طمأنينة  يتحدى صاحبها الأمراض والآلام وإن أشدت حدتها وطالت مدتها  لأن تصريفها  بين الكاف والنون   ولكل خافقة سكون.
 فقد اغتنمتها إبان هبوبها واحتلبت نوقها وقت إدرارها .
فكنت موقنا  بأن لحظتك  ستحين و أنت الذي كنت تتلوا آناء الله وأطراف النهار (  أينما تكونوا يدرككم الموت ..) 
وكنت تتلوا بتدبر  ( كلا إذا  بلغت التراقي وقيل من راق  وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق  إلى ربك يومئذ المساق ) .
فتبادر الصلوات والصدقات اتقاء وعيد خالق البريات متجافيا  عن المضاجع مناجيا ربك مستغفرا مستجيرا . متمثلا قوله جل من قائل ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع  يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقنهم  ينفقون ). .
أسأل الله العظيم. أن يضاعف لك الأجر ويبارك في الأثر  ويبقي لك في الخالدين لسان صدق وحسن ذكر..
سلام عليك وأنت تستقبل أول ليلة في عالمك البرزخي وسلام عليك يوم تبعث  في الخالدين..

د.محمد الحسن اعبيدي

سبت, 11/11/2023 - 08:05