
بسم الله الرحمن الرحيم وصل الله علي نبيه الكريم
لست أدرى باي وصف أبدأ إيحاءاتي هذه المرة، أ بالحديث عن الثورة غير المسبوقة التي شهدها قطاع العدل وحقوق الانسان في بلادنا وجسدت نتائجها الوثيقة الوطنية لإصلاح وتطوير العدالة.
أم بالتطور السريع الحاصل في البنية التحتية على مستوي بناء المحاكم وتجهيزها وترميمها ناهيك عن مستوي الرقمنة الحاصل في التسيير اليومي للمحاكم الأمر الذي أضفى طبيعة خدماتية جديدة خاصة على المرفق بشكل عام، استفاد منها المواطن البسيط ولمسها في الأعماق البعيدة (رقمنة صحيفة السوابق العدلية).
ام بالحديث عن نتائج الاجتماع الذي تراسه صاحب الفخامة رئيس المجلس الأعلى للقضاء محمد ولد الشيخ الغزواني للجنة الوطنية لإصلاح وتطوير العدالة.
من هنا ابدأ خاطرتي هذه؛
ان واقع العدالة كان سيئا للغاية، فلم تكن للقضاة برامج تكوينية وان كانت قل احترامها تضمن لهم تنمية قدراتهم المهنية وتجاربهم العملية، ولم تكن للبنية التحتية العدلية قدرة على مواكبة التطور الحاص، اما حقوق الانسان فحدث ولا حرج، الي ان استبان العدل واتضح سبيل احترام القضاة وتحقيق مطالبهم والاعتراف بهم كسلطة مستقلة دستورية أصلها ثابت وفرعها في السماء.
ان النتائج القيمة والمفصلية في تاريخ القضاء الموريتاني التي توصلت اليها لجنة اصلاح وتطوير العدالة وكشف عنها البيان الصحفي الذي تلاه معالي وزير العدل حافظ الخواتم السيد محمد محمود عبد الله ولد بيه تستدعي منا الملاحظات التالية:
- العناية الفائقة غير العادية التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية رئيس المجلس الأعلى للقضاء، للعدل والانصاف وتشبثه الفطري بمبادئ العيش المشترك وقواعد المدنية الحضارية واحترام حقوق الانسان كلها قيم جسدها اختيار الدكتور محمد محمود عبد الله ولد بيه وتعيينه وزيرا للعدل. فالرجل، إضافة الي مساره الأكاديمي المتوج بأطروحة دكتوراه دولة عن القضاء في عهد دولة المرابطين وتدرجه المهني العالي في الأستذة والديبلوماسية والمحيط العلمي المميز والمتوارث منذ غابر الأزمان، يرتبط ارتباطا عضويا وثيقا بالعدل واهله والقضاء ومكوناته ويكشف هذا كيف تدرجت في عقله وثبتت في سلوكه ثقافة حقوق الانسان.
- منذ تعيين السيد الوزير علي راس هذه الوزارة وتحقيق مطالب القضاة وغيرهم من العاملين في الحقل والاعوان يتوالى شيئا فشيئا، بدءا بالحوافز المالية وانتهاء بالمعهد الأعلى للقضاء والمهن القضائية مرورا بمراجعة النصوص ذات القيمة المهنية العالية كالإجراءات المدنية والتجارية والادارية.
- ليست ايحاءاتي هذه دفاعا عن الرجل ولا مجاملة له فلا أنا أستطيع ذلك ولا هو بحاجة اليه بقدر ما هي تعبير صادق عن تجربة مهنية نموذجية جمعتني وإياه من مراكز مختلفة بعضها يحكمه واجب التحفظ المهني العالي والبعض الآخر تسيره طبيعة الروتين الإداري، وفي جميع الحالات تميز الرجل في سلوكه بملامح اهل التقي والصلاح ووقار اهل العلم.
- من هذا المنبر اهنئ كل العاملين في القطاع وفي المقدمة السادة القضاة على ما تحقق وسيتحقق لهم فكل المطالب المشروعة ستري النور عاجلا أم آجلا.
- باسمي شخصيا وكل المعنيين نتوجه بالشكر الجزيل ونعترف بالجميل للسيد الوزير علي ما بذله ويبذله من جهود عامة وخاصة متواصلة منذ توليه مهامه بهدف اصلاح القطاع وتهيئة أهله وأعوانه فله كامل الشكر والتقدير.
و السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
الشيخ ولد آلويمين