العدالة تنطلق بنجاح..حين يعجز المقال عن الاحاطة بالانجاز(ج2)

اعتراف بالعجز أمام حجم الإنجاز

كنت أظن، في مقالي السابق، أن بإمكاني اختصار إنجازات معالي وزير العدل الدكتور محمد محمود بن بيه في جزء واحد، غير أنني، ما إن شرعت في الكتابة، حتى تبين لي أن ذلك ضرب من المستحيل؛ فالرجل، وبكل صراحة، يستحق أكثر من مقال، وأكثر من إشادة.

لقد وفّق فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ولأول مرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في اختيار وزير عدل يجمع بين المعرفة الأكاديمية والقدرة العملية على تحريك الملفات الثقيلة، وإدارة قطاع سيادي بالغ الحساسية.

 كسر احتكار "اللوبيات" وفتح ورشة الإصلاح

منذ تعيين الدكتور بن بيه، اختفت ما كان يُعرف بـ"لوبيات القطاع"، التي طالما شكلت حجر عثرة أمام أي إصلاح جاد تطمح إليه الدولة. واليوم، يمكن القول إن مسار الإصلاح قد بدأ فعليًا، وأن وزارة العدل تحوّلت إلى ورشة عمل دؤوبة، قائمة على رؤية إصلاحية واضحة وإرادة صلبة.

 إنجازات اخرى لمعالي الوزير

1. منح امتياز الجمركة للقضاة

لأول مرة يحصل القضاة على امتياز جمركة سياراتهم، مما عزّز من مكانتهم وكرامتهم داخل الجهاز القضائي.

2. توزيع قطع أرضية راقية

تمت المصادقة على توزيع قطع أرضية في أرقى أحياء العاصمة نواكشوط، استفاد منها القضاة، وسيتبعهم كتاب الضبط الجدد 

، حيث وصل الملف إلى مراحل متقدمة.

3. هيكلة جديدة لفئة كتاب الضبط

في إنجاز تاريخي، تم اعتماد هيكلة جديدة لهذه الفئة المحورية داخل النظام القضائي، وهو أمر استعصى على وزراء سابقين.

4. تنظيم الأيام التشاورية لإصلاح العدالة

بإشراف مباشر من فخامة رئيس الجمهورية، نُظمت هذه الأيام التي توجت بتوصيات بدأت تتجسد على أرض الواقع، في خطوة غير مسبوقة نحو عدالة فعالة.

 ردود الأفعال والتشكيك.. والجواب بالفعل لا بالقول

رغم محاولات البعض التشويش عبر الهمز واللمز، جاءت النتائج العملية لترد على كل مشكك، وتؤكد أن النية كانت صادقة، وأن الإصلاح لم يعد شعارًا بل ممارسة يومية تنبض على الأرض.

وزارة العدل.. نموذج للفعالية خلال أربع سنوات

إن وزارة العدل، خلال السنوات الأربع الأخيرة، لا الأربعين، أصبحت مثالًا على الحركية المتواصلة، حيث لا تتوقف الملتقيات ولا التكوينات، سواء داخل البلاد أو خارجها، لفائدة القضاة وكتاب الضبط وحتى المحامين.

 عدالة تسير في الطريق الصحيح

ليس الهدف من هذا المقال التملق أو التلميع، كما قد يظن أصحاب النفوس المريضة، وإنما هو إشادة مستحقة بروح العمل والانفتاح التي يتحلى بها معالي الوزير.

وفي انتظار استكمال بقية الملفات والإصلاحات، يمكن القول إن العدل اليوم يسير في الطريق الصحيح، بقيادة وزير يُحسن الإنصات، ويتقن العمل، ويؤمن بأن العدالة أساس العمران.

الخليل مولاي أحمد

جمعة, 25/07/2025 - 00:53