
للإجابة على السؤال السابق، يتعين أن أقول في البدء، أن اغلبية الموريتانيين إن لم أقل كلهم، يرون أن اكبر مشكلة تواجهها البلاد هي الفساد، وهو ما يتعين معه محاربته بشكل اكثر جدية وصرامة، ولا يتاتى ذلك إلا ببناء دولة القانون وهو ما يفرض مزيدا من استقلالية السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية ويكون ذلك بما يلي:
_ وضع ضوابط أكثر جدية واكثر صرامة عند تعيين رئيس المحكمة العليا والمدعي العام لدى هذه المحكمة.
_ عدم إقالتهما طيلة فترة إنتدابهما وهي فترة يجب أن لا تقل عن خمس سنوات.
_ في حالة وجود خطا جسيم موجب لإقالة أي منهما، يجب أن تكون هناك لجنة فنية عليا تتشكل من مختلف السلطات العليا في البلد وتعد تقريرا حول الموضوع ترفعه للرئيس الذي ياخذ قرارا بالإقالة إذا أكد التقرير ارتكاب الخطأ والعكس بالعكس.
_إنه على الهيئات الرقابية أن تقدم تقاريرها مباشرة إلى المدعي العام في نفس الوقت الذي تقدمها فيه لرئيس الجمهورية وعلى المدعي العام تحريك الدعوى العمومية عندما تكون عناصرها متوفرة ويكتفي باشعار وزير العدل بهذا الإجراء.
_ تنفيذ احكام القضاء: يتعين على الدولة تسوية المظالم، و الاخطاء التي يرتكبها موظفوها و مسؤولوها، وتمكين اصحاب الحقوق من حقوقهم سواء كانت حقوق مالية او غيرها (فلا قيمة لقضاء لا نفاذ له) كما يقول الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رسالة القضاء إلى أبي موسى الأشعري.
ومن اجل إعادة التوازن إلى الحياة الاجتماعية يتعين القيام بما يلي:
_دعم المواد الاستهلاكية مثل؛ الأرز والسكر والقمح... حتى تكون في متناول الطبقة الفقيرة من عمال وفلاحين...
ولن تكون جهود الدولة كافية في مجال العدالة الاجتماعية مالم تتعزز بوحدة النقابات العمالية لحماية حقوقهم وعقلنة مطالبهم.
إنه من اجل إعادة التوازن الاقتصادي والاجتماعي، يتعين تحديد سقف اعلى للأجور وسقف ادنى بحيث لا تكون الفوارق كببرة بين من يعملون في السلم الوظيفي الادنى وأولئك الذين يحتلون مناصب عالية في الدولة.
ومن اجل امتصاص البطالة يتعين دعم التكوين المهني في كافة المجالات ويتعين بشكل خاص زيادة مدارس تكوين المعلمين والأساتذة فلا تكون القاعدة اللجوء إلى مكتتبين لم يحصلوا على اي نكوين للقيام بمهمة التدريس بل تكون استثناء.
وقبل كل شيء يتعين وقف الدعايات العنصرية والفئوية لما تثيره من فتن يستحيل معها الحديث عن التنمية.
إن موريتانيا وإن كانت تواجه تحديات داخلية و خارجية فلها القدرة على معالجة التحديات الداخلية و مواجهة التحديات الخارجية، وقادرة على النهوض والنمو بفضل الثروة التي حباها الله بها، ويخولها الموقع لعب دور متميز وايجابي كحلقة وصل بين العالم العربي وافريقيا وكمنطقة تلاق حضاري وثقافي بين العالمين مطبوعة بطابع الاسلام ومسكونة بروحه السمحة.
فهل سنكون قادرين على تجاوز المخاطر و القيام باعباء التنمية ولعب الدور المطلوب منا تاريخيا؟
ذ. محمد ملالي ودادي