
نواكشوط -شبكة المراقب الإخبارية
في أحدث عملية نوعية، أعلنت الشرطة الموريتانية عن توقيف شبكة إجرامية مختصة في تهريب المهاجرين غير النظاميين، كانت تدير أنشطتها انطلاقًا من إحدى دول الجوار وصولًا إلى العاصمة نواكشوط، حيث يُعاد تجميع المهاجرين قبل الدفع بهم في رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر نحو جزر الكناري.
ووفق المعطيات الأمنية، فإن الشبكة تضم ثلاثة عناصر، اثنين منهم موريتانيان، بينما يتزعمها أجنبي مطلوب للعدالة في بلده الأم. وقد تمكنت فرقة البحث التابعة للمكتب المركزي لمكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر من وضع اليد على خمسة عشر مهاجرًا داخل منزل في نواكشوط، ليُنقلوا لاحقًا إلى مركز الإيواء بعرفات.
التحقيقات الأولية أظهرت أن المهربين حصلوا على مبالغ تصل إلى 18 مليون أوقية قديمة، مقابل تنظيم الرحلة غير الشرعية، وهو ما يعكس حجم الأرباح التي تغري الكثير من العصابات بالاستثمار في هذا النشاط غير القانوني.
وتشير أرقام رسمية إلى أن السلطات الموريتانية اعترضت خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري أكثر من ثلاثين ألف مهاجر، وأحبطت عشرات المحاولات، كما تمكنت من تفكيك 88 شبكة مشابهة. غير أن هذه الأرقام، رغم أهميتها، لم توقف اندفاع المهاجرين نحو "الحلم الأوروبي"، ولا حدّت من استغلال أوضاعهم من طرف شبكات إجرامية متجددة.
وتؤكد منظمات غير حكومية أن المسارات التقليدية للهجرة لم تعد مجرد ممر عابر، بل تحولت إلى خط دائم تغذيه الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تعصف بعدد من بلدان القارة الإفريقية، لتبقى موريتانيا في قلب معادلة معقدة بين ضغوط الواقع الداخلي ومطالب الشركاء الأوروبيين.