
هل سمعتم يا سادة عن أحدث مسرحية كوميدية تُعرض هذه الأيام؟ نعم، أنا أتحدث عن المسابقة التي أطلقتها اللجنة الموقرة ! المسابقة التي أصبح الجميع فيها محامياً، والكل فيها خبيراً دستورياً!
المشهد الأول: "المسابقة غير القانونية!"
هتافات تعلو من قبل فريق "الخاسرين" أو - آسف - فريق "الدفاع عن الشرعية"! ينادون بكل حماس: "المسابقة باطلة ! الشروط غير واضحة ! اللجنة غير متخصصة !" وكأنهم اكتشفوا مؤامرة دولية، وفريق هناك صامت لا يتكلم -فقد النطق- ربما من هول الصدمة!
المشهد الثاني: "احنا أحق بيها!"
وفي الزاوية الأخرى، يقف فريق "الفائزين" - وهم قلة محظوظة - يرددون: "المسابقة كانت نزيهة ! الكفاءة هي المعيار! من ليس معنا فهو ضدنا ! " وكأنهم حصلوا على جائزة نوبل !
أين النقابات في هذه الكوميديا ؟
تخيلوا أن تشاهدوا مسرحية دون وجود البطل الأساسي ! نعم، هذا ما حدث ! النقابة التي من المفترض أن تكون حاملة لواء الدفاع عن حقوق المترشحين - كانت غائبة كلياً ! وكأنهم يقولون : "هذه ليست مشكلتنا" ! أو ربما كانوا مشغولين باجتماع طارئ... منذ عام للقاء المسؤول الكبير !
اللجنة والشفافية المفقودة
أما بطلة قصتنا- اللجنة - فتقف في برجها العاجي، تعلن عن النتائج وكأنها نصوص مقدسة لا تقبل النقاش ! لا تفاصيل، لا شفافية، لا نعرف من الفائز ولا كيف فاز! فقط: "هذه هي النتائج... والباقي على الرحب والسعة"!
الخاتمة: في انتظار الجزء الثاني
تبقى هذه المسابقة لغزاً محيّراً، وسيبقى الجدال حولها مستمراً... حتى إشعار آخر! ربما نرى في الأسابيع القادمة:
• فريق "المتضررين" يرفعون دعاوى قضائية وهم يهتفون : ما ضاع حق وراءه مطالب
• فريق "المحظوظين" يحتفلون بمناصبهم الجديدة وهم يحضرون الهديا في أنتظار اول دفعة من الميزانية
• النقابة... لا تزال في اجتماعها الطارئ ! همها الأساسي هو الفوز في الانتخابات ولتذهب المسابقة للجحيم
• واللجنة... تكتب الجزء الثاني من المسرحية ! كي تحقق مكاسب جديدة من المسابقات القادمة
خلاصة القول:
إذا كنتَ من الفائزين... فهنيئاً لك وستدفع الثمن ! وإن كنتَ من الخاسرين... فلا تحزن، ولا تثريب عليك، فربما تكون أنت البطل في المسرحية القادمة ! أما إذا كنتَ من عامة الشعب... فاصبر واستمتع بالمشهد، فالكوميديا لا تتكرر كثيراً !
المهم هو أن هناك الكثير من الأشياء الجيدة التي يمكن اكتسابها، وأن تستمر المنافسات.
أحمدو سيدي محمد الكصري
خبير وطني في التوجيه المهني وهندسة التكوين

