
قبل أربعة أيام من الزيارة المنتظرة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، تعيش مقاطعة آمرج على إيقاع تحضيرات مكثّفة، استعدادًا لاستقبال الحدث الأبرز يوم الثلاثاء المقبل.
المدينة تغلي بالحراك، والأطر والمنتخبون والوجهاء يضاعفون الجهود في سباق مع الزمن، لتقديم استقبال يليق بمقام الرئيس، ويجسد ولاءً أصيلاً ووفاءً راسخًا لنهج البناء والتجديد.
غير أنّ المفارقة البارزة — كما يؤكد مراقبون محليون — تكمن في الغياب الميداني الملموس لنواب المقاطعة، حمديت ولد محيمد ، ومحمد الأمين ولد أكي، اللذين لا يملكان منازل داخل آمرج ، رغم تمثيلهما لها تحت قبة البرلمان.
واقعٌ جعل مشاركتهما في التعبئة والحشد موضع تساؤل، إذ إن التحضيرات لمثل هذه الزيارات التاريخية تتطلب فضاءات ضيافة مفتوحة ومجالس عامرة يقودها الأطر والمنتخبون وأعيان المقاطعة، بوصفها رموز الوجاهة والحضور المحلي.
وتشير معطيات إلى أن بعض الأطر المحسوبين على المقاطعة، ومن بينهم وزير الشؤون الإسلامية وآخرون، عمدوا إلى تخصيص منازلهم لضيافة الوفود، وهو ما يعكس من جهة روح الكرم والتعاون، ويكشف من جهة أخرى محدودية تأثيرهم ودورهم في الحشد الشعبي المنتظر.
ويرى مراقبون أن استقبال فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في آمرج سيكون لحظة فاصلة في قراءة المشهد السياسي المحلي، ومحكًّا حقيقيًا لوزن الفاعلين ومدى التصاقهم بأرضهم وناسهم، وربما يشكّل مناسبة لإعادة رسم الواجهة السياسية للمقاطعة على ضوء الواقع، بما يعيد الاعتبار للتمثيل الجذري الأصيل على حساب الوجاهة الطارئة.

