
المسرحية الكوميدية تتواصل
الحلقة الثالثة: “الهدوء قبل العاصفة!”
أيها السادة والسيدات، مرحبًا بكم في الفصل الثالث من أعظم عرض في الموسم!
لقد انتهى الفصل السابق على وقع تصفيقات خافتة، وابتسامات باهتة، ووعود معلقة في الهواء…
لكن لا تقلقوا، اللجنة لا تعرف الاستراحة! فهي الآن في كامل نشاطها، تُعدّ لفصل جديد أكثر تشويقًا من السابق!
المشهد الأول: “اللجنة فوق القانون… والعقل أيضًا!”
ها هي اللجنة تعود إلى المسرح بثقة لا تهتز!
تُعلن بفخر أن نتائج المسابقة “نهائية وغير قابلة للنقاش” — عبارة تذكّرنا بإعلانات شركات الطيران: “نأسف، التذاكر غير قابلة للاسترجاع حتى في حال سقوط الطائرة!”
تتباهى اللجنة بقدرتها على فرض الأمر الواقع، وكأنها تقول للجميع:
> “لقد فزنا، شئتم أم أبيتم!”
أما الانتقادات؟ فهي مجرد “ضجيج خلف الكواليس” لا يُزعج سوى من لا يملك بطاقة الدعوة للمسرحية القادمة!
المشهد الثاني: “المصدومون في المصيدة!”
أما أولئك الذين صُدموا بالنتائج، فقد وقعوا في الفخ الذهبي!
قبلوا بالنتائج على مضض، بعد أن طمأنهم المسؤول الكبير قائلاً بصوتٍ حنون:
> “اصبروا قليلًا، هناك بديل جميل قادم إليكم قريبًا…”
بديل؟!
ربما دورة تكوينية، أو لجنة شكلية، أو وعد بلا توقيع!
وفي انتظار “البديل الموعود”، بدأ الجميع يمارس رياضة جديدة: التظاهر بالرضى!
ابتسامات مصطنعة، عبارات مجاملة، وعبارات مثل “كل شيء على ما يرام” تتطاير في الأجواء.
لكن العيون لا تكذب… فخلفها تختبئ عبارة واحدة:
“نحن نضحك كي لا نبكي!”
المشهد الثالث: “أمل المظلومين… في النقابة المنقذة!”
أما أولئك الذين نُفوا من المسابقة قبل الامتحان، فقصتهم أشبه بمسلسل تركي طويل!
لا يزالون ينتظرون العدالة النقابية التي وعدتهم بها النقابة المنتصرة بفضل أصواتهم.
لقد انتخبوا النقابة بحماس، ففازت بفارق مريح على “المدعومين رسميًا”!
لكن إلى الآن، ما زالوا ينتظرون المكافأة…
ينتظرون أن تتحرك النقابة مثل بطلة المسلسل التي تصل في اللحظة الأخيرة لتُنقذ البطل من السقوط!
إلا أن النقابة منشغلة، كعادتها، باجتماعاتها وتصريحاتها واحتفالاتها بالفوز…
أما الوعود؟ فقد تم تأجيلها إلى الموسم القادم!
المشهد الرابع: “المتفرجون والصفّاقون!”
وفي زاوية المسرح، يجلس جمهور غريب الأطوار!
منهم من يتفرج بصمت، ومنهم من يصفق بحماسة دون أن يفهم شيئًا مما يجري،
ظنًا منه أن التصفيق المبكر ربما يؤهله لمقعد صغير في اللجنة في الموسم المقبل!
ولأن المسرحية لم تنتهِ بعد، يكتفي الجميع بالصبر والتصفيق والتصوير!
الخاتمة المؤقتة:
اللجنة تكتب السيناريو وتوزع الأدوار.
المصدومون يحفظون نص “الرضى الإجباري” بإتقان.
المنفيّون يترقبون الوعود النقابية كمن ينتظر قطارًا لا يأتي.
والمتفرجون… يصفقون كي لا يُتهموا بعدم الوطنية الفنية!
وهكذا، تستمر الكوميديا...
فما زال في الجعبة الكثير من الفصول،
ولعل الفصل الرابع يحمل المفاجأة الكبرى:
عودة أحد المنفيين في دور البطولة… أو انسحاب أحد الأبطال في صمت!
إلى اللقاء في الحلقة القادمة من مسرحية الموسم:
“اللجنة لا تمزح!”

