لقاء مع الزعيم التاريخي بمب ولد سيد بادي بقلم : سعدبوه ولد محمد المصطفى

 

سررت كثيرا هذا المساء 11نوفمبر 2025 في قصر المؤتمرات ، وذلك على هامش الندوة المخلدة للزعيم القبلي محمد ولد الخليل ، بلقاء أحد مؤسسي الجمهورية الإسلامية الموريتانية هو العميد بمب ولد سيدي بادي والذي غادر المشهد السياسي بعد الإنقلاب على الرئيس المختار ولد داداه ونحن أيامها وجيلي آنذاك دون سن الخامسة عشر .. 
وبفضل مذكراته التي نشرها مؤخرا وتلك التي قدمها لمشاهدي قناة الموريتانية بالصوت والصورة أدركنا  مستوى ما بذله هو ورفقاؤه من جهود جبارة من أجل بناء وطن بدون أي وسائل أو ثروات حقيقية .. 
أدركنا نحن الذين درسنا المرحلة الثانوية في مطلع الثمانينات أننا كنا نجهل الدور التأسيسي الذي قام به رجل الأعمال الكبير بمب ولد سيدي بادي وذلك على مستوى البنية التحية من مدارس ومستشفيات وطرق وغيرها في نواكشوط وفي داخل البلاد .. وقد احتل بجدارة موقع رئيس رجال الأعمال آنذاك ، فهو في تلك الأيام  الأكثر استثمارا في البلاد ، في مجالات النقل والمقاولات والتجارة و تمثيل الشركات العالمية .. 
لقد اكتملت الصورة اليوم عن هذا المؤسس البارز الذي عمل كرجل أعمال وبكل جد من أجل رفع تحدي تجسيد كيان الدولة الموريتانية رفقة القائد المؤسس المختار ولد داداه ،  اكتملت مع ما عرفناه نحن عنه خلال الثمانينات من صبر على الظلم ومعارضة شرسة لنظام حكم الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع ، إذ نعرف قصة مصنع الألبان الذي تم التآمر عليه حتى أغلق و أيضا إحكام الحصار على شركته للسيارات وغير ذلك من المضايقات التي جعلتنا ونحن شباب نصنفه كمعارض يعاني من ظلم النظام آنذاك..
وبمناسبة الحديث عن المقاومة،  حكى لي العميد بمب ولد سيدي بادي الحادثة التي جرت له في أكجوجت سنة 1956 وذلك على إثر دعمه للمناضل المعارض أحمدو ولد حرمه في انتخاباته ضد سيد المختار ولد يحي انجاي المدعوم من طرف الإدارة الاستعمارية.. وقال لي إنه ضرب قائد فرقة الدرك على رأسه ردا على اعتدائه عليه بضربة على الوجه خلال تحقيق أجراه معه على إثر وشاية سياسية ، ويقول بأنه خلال عراكه معه استولى على مسدسه مما أدى إلى تدخل جنوده الذين أمرهم بسجنه .. ولكن المظاهرات الشعبية الغاضبة التي انطلقت في شوارع أكجوجت دفعت سلطات الاحتلال إلى الإفراج عنه .. وفيما بعد انعقدت المحكمة في أطار وحكمت بتخفيض رتبة قائد الدرك وبالحكم على السيد بمب ولد سيد بادي بالسجن أسبوعا مع وقف التنفيذ ..
هذه إشارات سريعة عن مؤسس عظيم للدولة الموريتانية ولم يحصل بعد حقه بالاعتراف بخدماته الجليلة من طرف الدولة الموريتانية فتدرج سيرته في الكتب المدرسية ويتم الاحتفاء به من طرف الجميع في القطاعين العام والخاص..

أربعاء, 12/11/2025 - 13:38

إعلانات