موريتانيا بين حصيلة سبع سنوات ورسالة الحوض الشرقي/الشيخ باي السيد

 

******************
ورث فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني عام 2019 تركة ثقيلة جداً وصعبة، وفي ظروف بالغة التعقيد. فقد كانت المؤسسات العمومية مثقلة، والوضع الاجتماعي والاقتصادي يشهد تحديات غير مسبوقة، بينما كانت البلاد تواجه احتقاناً سياسياً عميقاً، وتنام غير مسبوق لخطابات العنصرية والتفرقة والكراهية التي كادت تقود البلد نحول المجهول.

ومن داخل هذا النفق المكفهر، شرع فخامة الرئيس في وضع أسس مرحلة جديدة، قوامها التهدئة، وإعادة ترميم الثقة، واستعادة منطق الدولة القادرة على جمع أبنائها تحت مظلة واحدة. وقد تميزت السنوات السبع التالية بسياسة متوازنة، اتسمت بالهدوء المسؤول، وانتهاج التشاور بدل الإقصاء، والسعي لتحقيق مكاسب وطنية انعكست بشكل ملموس على حياة المواطنين.

وقد تم تنفيذ برامج اجتماعية واسعة النطاق دعمت الفئات المغبونة، ووسعت دائرة الحماية الاجتماعية، وعملت على تحسين الخدمات العمومية، وهو ما أعاد بناء الثقة بين المواطن والدولة، وأوقف النزيف الذي خلفته سنوات الاحتقان والتجاذبات السياسية العقيمة، وفرض خطاباً وطنياً جامعاً يدعو إلى نبذ الكراهية والعنصرية وترسيخ الوحدة الوطنية.

وجاءت زيارة فخامة رئيس الجمهورية الأخيرة لولاية الحوض الشرقي لتكون شاهداً ميدانياً على حجم ما تحقق من إنجازات. فقد خرجت مقاطعات الولاية الثماني في مشاهد استقبال غير مسبوقة، امتلأت فيها الساحات، وتجلت مظاهر الحفاوة والاعتزاز. وقد دلت الحشود، وتصريحات المواطنين بمختلف فئاتهم، على أن السياسات الاجتماعية والتنموية وصلت إلى عمق المجتمع، وأن أثرها بات ملموساً في حياة الناس اليومية.

كما كشفت الزيارة أن الموريتانيين يقدرون نهج الاستقرار الذي جنب البلاد صراعات الهوية وخطابات التفرقة، ومنحها موقعاً متقدماً في محيط إقليمي شديد الاضطراب. فموريتانيا اليوم تُعد واحة استقرار في منطقة الساحل الملتهبة، بفضل رؤية سياسية رشيدة نجحت في تحصين البلاد داخلياً وتعزيز حضورها دولياً.

إن الاستقبال الذي خصصه سكان الحوض الشرقي لفخامة الرئيس كان رسالة سياسية بليغة مفادها أن الشعب يعي قيمة ما تحقق، ويرى في هذا النهج سبيلاً لمستقبل آمن ومزدهر. فالمكتسبات الوطنية التي تحققت خلال السنوات السبع الماضية تحتاج إلى صون ومواصلة، لأن العودة إلى المربع الأول لم تعد خياراً وارداً بالنسبة للمواطن الذي اختبر نتائج الاستقرار والتنمية على أرض الواقع.

وهكذا، جسدت زيارة الحوض الشرقي لحظة كاشفة لوعي جماعي جديد يتشكل في موريتانيا؛ وعيٌ يدرك أن الطريق الذي أعاد للبلاد عافيتها ووحدتها وانسجامها يجب أن يستمر حتى يكتمل البناء وتترسخ دعائم الدولة العادلة والمستقرة.

جمعة, 14/11/2025 - 12:08

إعلانات