العقل بين ضياع الدولة ونجاتها: قراءة في أخطاء العشريات السابقة

إنّ ما أفشل العشريات السابقة وقادة أنظمتها الانقلابيين هو تسييرهم لشؤون الدولة بقرارات ارتجالية، مبنية على خلفيات تحركها الأهواء والمصالح الضيقة، لا على العقل والمصلحة الوطنية العليا. وهنا نستحضر قول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم: «إن من الشعر لحكمة».
ويشهد لما نقول قول الشاعر:

إذا نادى الهوى والعقل يومًا
فصوتُ العقلِ أولى أن يُجابا

وقوله أيضًا:

وآفـةُ العقلِ الهوى فمن علا
هـواهُ على العقلِ فقد هوى

وكذلك قوله:

قدِّرْ لرِجلِكَ قبل الخطو موضعَها
فربَّ زلَّةِ قدمٍ تُردي بذي قدمِ

ولو أن أولئك القادة جرّدوا أنفسهم من الأغراض والمطامع، وتحرّروا من ضغوط وإغراءات بعض القواعد الشعبية الفاسدة، ولم يربطوا مصير الوطن بمصالح المحيطين بهم ـ خصوصًا المنافقين السياسيين ـ لكانت تعييناتهم واختياراتهم قائمة على العلم والكفاءة والرشاد، لا على اعتبارات القبيلة والجهة والشرائح والمشيخيات.

ولو فعلوا ذلك، لتجاوزت البلاد أشواطًا بعيدة في مسار البناء والتنمية، ولسلكت طريقًا أصلح مما عرفته تلك الحقب.

ذ/ د. محمد كوف الشيخ المصطفى العربي

جمعة, 14/11/2025 - 12:19

إعلانات