المسرحية الهزلية: "اللجنة الخطيرة" الحلقة الخامسة والأخيرة : "الأوامر العليا... والستائر تسدل

!"

المشهد الافتتاحي: "الانتقام يبدأ... والنهاية تقترب!"
المشهد يفتح على اللجنة وهي في أوج قوتها.لقد شنوا حملة انتقامية شرسة ضد كل من تجرأ وانتقدهم. الملفات تُحرق، والترقيات تُلغى، والتهديدات تُطلق في كل اتجاه. يعتقدون أنهم بمأمن من العقاب، كفرقة مسرحية تؤدي مشهدها الأخير بثقة مفرطة.
(صوت مذيع درامي) : "هل انتصرت اللجنة إلى الأبد؟ أم أن نجمهم الآفل على وشك الاختفاء؟ تابعوا المشهد الأخير!"

المشهد الأول : "الصاعقة... مكالمة المسؤول الكبير!"
بينما كان أعضاء اللجنة يحتسون الشاي ويخططون لخطة انتقامية جديدة، دق جرس الهاتف رنة مرعبة ويسود الصمت. إنه مكتب "المسؤول الكبير جدًا".
الموظف : (مرتجفًا) "سيدي... المكالمة... من المكتب الكبير!"
يرتجف رئيس اللجنة وهو يرفع السماعة. نرى لون وجه يتغير من الأصفر إلى الأزرق ثم إلى الأبيض الشاحب، وكأنه يشاهد فيلم رعب بدون موسيقى.
المسؤول الكبير (صوته يملأ القاعة عبر السماعة) : "كفى! لقد أصبحت تصرفاتكم مثل مسرحية هزلية مملة يتذمر منها الجمهور! الوضع تغير، والكل سيحاسب... من أصغر موظف إلى أكبر رئيس! من فعل شيئًا، فليتجهز لإمضاء إجازة... طويلة جدًا في سكن إجباري! ومن لم يفعل، فليثبت براءته في المحكمة! العقوبات قادمة كقطار الليل... سريعة ولا تُوقف!"

المشهد الثاني: "السقوط المدوي... ورحلة المحاسبة!"
تتحول القاعة إلى ما يشبه سوق الحمير بعد إنذار الشرطة!

عضو اللجنة "الماكر" يحاول إخفاء ملفات تحت قميصه، فيسقطها على الأرض بشكل كوميدي.
عضو آخر يحاول الهروب من النافذة، ليجد حارس الأمن يقف تحتها يلوح له بإشارة "لا".
النقابة، التي اختفت في الحلقة السابقة، تعود فجأة لتعلن : "نحن دائمًا مع الشعب وكشفنا عن الفساد منذ البداية!" بينما يرمقهم الجمهور بنظرات تشكك شديدة.

المشهد الثالث: "المشهد الختامي... والوعود المعلقة!"
يسدل الستار على المسؤول الكبير وهو يقف أمام الشعب، مبتسمًا ابتسامة عريضة كأنه فاز باليانصيب.
المسؤول الكبير : "أيها الشعب العزيز... لقد انتهى الماضي بكل إحباطاته! المستقبل واعد، والعدالة ستمشي على رؤوس الفاسدين مثل الأفيال على رقائق البطاطس! لقد طردنا كل مديري الدواوين والمتلاعبين! والآن، يمكن لأي مواطن أن يقابلني بدون عراقيل... فقط أحضروا معكم سندوتشاتكم، فقد يطول الانتظار قليلاً... النوايا حسنة!"

(صمت مسرحي قصير، ثم ينفجر الجمهور بالتصفيق والفرحة العارمة، بعضهم يرمي الأزهار والبعض الآخر يرقص گيرة التقلدية، بينما تظهر لافتة مكتوب عليها: "وعد جديد... ننتظر التنفيذ!") النقابة ! 

المشهد الختامي: "انتهت المسرحية... ولكن!"
يخرج المؤلف الكصري من خلف الستارة، مبتسمًا للجمهور.
المؤلف :"وهكذا تنتهي مسرحية 'اللجنة الخطيرة'... ولكن هل انتهت حقًا؟ أم أن الأبطال سيعودون في جزء جديد، بأسماء جديدة ووعود جديدة؟ ترقبوا في القريب العاجل مسرحياتنا القادمة، مثل : 'النقابة والوعود الضائعة'، و'موظف الاستقبال الذي قال لا'، و'سيدة عجوز تكسر النظام جزء 2' ! شكرًا لكم، وابقوا مبتسمين... 
فالحياة في بلادنا أقوى من أي مسرحية هزلية!"

تُسدل الستائر على أنغام موسيقى فرح، بينما يغادر الجمهور وهم يهمسون: "إنها مجرد بداية..."

الخاتمة: تمت كتابة هذا العمل الهزلي كنقد بناء وساخر، مع الحرص على عدم تجريح أي شخص بعينه، والهدف هو إبراز بعض السلبيات بأسلوب فكاهي يحافظ على الكرامة الإنسانية ويدعو للإصلاح. 
دمتم بخير أصلح الله الجميع 

أحمدو سيدي محمد الكصر ي 
خبير وطني في التوجيه المهني وهندسة التكوين

جمعة, 14/11/2025 - 20:23