زيارة رئيس الجمهورية لولاية الحوض الشرقي كشفت الكثير لنا  وكانت مهمة جدا .   كريمة الدح 

قام رئيس الجمهورية بجولة داخلية لولاية الحوض الشرقي ، تضمنت توقفا في كثير من المقاطعات  ،وخلال الزيارة شرح مضمون زيارته والتقى بالمواطنين وسمع منهم شكواهم ومعاناتهم بعيدا عن تجميل الساسة للواقع ووقوفهم أمام مطالب الشعب  ، فمن هنا على رئيس الجمهورية أن يسير بخطى ثابتة ويجعل الرجل الكفأ في المكان المناسب وأن يتصالح مع برنامجه الانتخابي فيبعد عنه من لا يحترمون المال العام ويتعاقبون على المناصب السامية ذات القيمة الحقيقية للشعب ، وأن لا يجامل شخصا ولا قبيلة يمارس أبناءها الاختلاس وأن يحاسبهم كما حاسبت اللجنة البرلمانية والقضاء الموريتاني الرئيس السابق  : محمد ولد عبد العزيز  ، وحكمت عليه بالسجن  ، وعليه أن يجبرهم على استرداد ما نهبوا خلال فترات مزاولتهم لعملهم ، ويعيدوا لخزينة الدولة تلك الأموال ، وبما أن المأمورية في بدايتها فعليه التحلي بالشجاعة ووقف هؤلاء وقطع الطريق أمامهم لتولي مهام عملية مستقبلا فمن خان وطنه ليس جديرا بوضع الثقة فيه  .
وهناك نقطة ضرورية لننعم بخيراتنا وثرواتنا وهي تأميم تازيازت وام سي ام لأن تهريب الذهب بصفة مغلقة دون أن تحصل الدولة على مافوق نصف الثروة هو عين الضعف لنا واستنزاف لثرواتنا  ، وجعل العالم الخارجي يتحكم في تسيير اقتصادنا  ، فعليك سيادة الرئيس مراجعة تلك الرخص ونزعها واستردادها لصالح الكوادر الموريتانية  ، فقد أمم المختار ولد داداه رحمه الله شركة ميفرما في وقت كانت فيه الدولة ضعيفة وفي مراحل النشأة  ؛ فما بالك اليوم أصبحت لديها الكفاءات القادرة على تسيير خيراتها وثرواتها وتقسيمها بعدالة بين أبنائها  . 
إن الوقت يتطلب وقفة شجاعة ضد محاربة الفساد والمفسدين وإعطاء الفرصة لأصحاب الكفاءات والإعانة أيضا بأهل الخبرة المستقيمين في مجالاتهم  ، فهنا سيحدث  التغيير وستتكامل عملية البناء التنموي للبلاد وسنرى رافعة التنمية للجادين تجوب أنحاء الوطن  ، وستتعزز روح المواطنة لدى الجميع فيرتقي الوطن بجهود أبناءه البررة  ، وسيبقى الفساد العميق الذي شهدناه عقودا من الزمن في حكم المحاصرة حتى يتلاشى إلى غير رجعة  .
 السيد الرئيس  : دمت للخير ناصرا وللحق موفقا وللبناء والتنمية والنماء رافعا ومحققا  .
وفي الختام نرجو أن تعفو عن رئيس الجمهورية السابق  : محمد ولد عبد العزيز لوجه  الله تعالى وتسمح له بالمغادرة إلى خارج الوطن  ، وعليه هو الآخر أن يفعل ما فعله أسلافه ويعتزل السياسة حتى تنتهي المأمورية  ، وبعدها إن أراد أن يدخلها فذاك له ونعرف أنه يغلب مصلحة الوطن واستقراره في هذه الظرفية الحرجة والساحل الملتهب 
نشكرك سيادة الرئيس على القيادة الهادئة و مسار النمو الذي طبع تسييركم للشأن العام للوطن تحياتي الخالصة لك ولصبرك والهدوء والرزانة التي طبعت شخصك الكريم  .

أحد, 16/11/2025 - 13:42