بعض تأويل أحلام الظهيرة / محمد المختار ولد تديه

يقول أهل العِلم إن من الرؤى ما هو من ألاعيب الشيطان و وساوسه ،  فيلعب الشيطان بالرجل حتى يريه في المنام أو اليقظة  مالا يصِح عقلا أو ما لا يجوز شرعا .

(رأيتُ كأن رأسي قُطِع فتَدَحْرَج فتبعتُه) ، كانت من ألاعيب الشيطان لأنها خالفت مقتضى العقل .

 

 

و يتوسع أهل العلم  في ذالك فيؤكدون أيضا أن من الرؤى ما هو ناتج عن الطبائع و الأمزجة فيقولون :

 

 

إن المرء إذا نام جائعا  يرى غالبا في مناماته كأنه يأكل الطعام أو يدْعَي إلى وليمة شهية ، و كذالك من نام على عطش قد يجد في منامه الأمطار و الغدران و جداول المياه ….

 

 

و العطش و الجوع أيها السادة لا يكونان إلى الطعام و الشراب فحسب.. ، بل قد يكونان أيضا إلى السلطة و المُلك والجاه و المجد ….. ، إذ قد تَرى الجهةُ السياسية أو الحزب المتوثب للقيادة  نفسَه ذات ظهيرة وهو يقود بلدا و يسوس شعبا مثَلاََ ، فيستيقظ من إغفاءته القصيرة فيجد أن الأمر دونه خرط القتاد و بينه و بين الحقيقة سنوات ضوئية .

 

 

عندها يكون طائفُهُ من قبيل أضعاث الأحلام من جهتين :

 

جِهة الهَوى أولا :

 

 

لأن نفسه تاقتْ ردحا من الزمن إلى الكرسي و لا تزال تزداد شوقا إليه وهو يزداد منها بعدا :

 

كالظل لا تدركه مُتبِعا
فإذا وليت عنه …….

 

 

و ثانيا :

 

 

 

من جهة تمني ما يخالف مقتضى العقل و المنطق ، فلا أصوات الشعب تسعفه و لا الخطاب يفيده ..، وكيف وقد قيض الله للأمة رجلا قويا سار بها نحو الأمان .

 

 

صح النوم .

 

الربيع / المدير الناشر : محمد المختار ولد تديه

أحد, 22/07/2018 - 12:08