الصرامة... مفتاح تطوير التعليم  والتكوين المهني 

 

في زمنٍ تتسارع فيه التحولات، لا يمكن للأمم أن تتقدّم بالعواطف أو الشعارات، بل بالصرامة والانضباط والحرص على الجودة.
فالصرامة ليست قسوة، بل هي حبٌّ حقيقي للمعرفة وإخلاصٌ صادق للتقدّم.
وفي مجال التعليم والتكوين المهني، تمثّل الصرامة حجر الزاوية لكل إصلاحٍ ناجح.

الصرامةُ في التكوين تعني أن يكون المكوِّن قدوةً في الالتزام والدقة، وأن يسعى دومًا إلى تطوير مهاراته وأساليبه ليقدّم للمتعلمين أفضل ما لديه.
وتعني أيضًا أن يتحمّل المتكوِّن مسؤوليته في التعلم بجدٍّ وانضباط، مدركًا أن مستقبله المهني لا يُمنح، بل يُكتسب بالاجتهاد والمثابرة.
أما المسؤولون عن إدارة المؤسسات، فصرامتهم هي التي تضمن جودة الأداء، ومصداقية الشهادات، وثقة الشركاء في مخرجات التكوين.

إنّ التكوين بلا صرامة كالبناء على الرمال، لا يصمد أمام أول اختبار.
لكن حين تتحول الصرامة إلى ثقافةٍ جماعية، يصبح الإتقان عادة، وتتحول الكفاءة إلى قوةٍ تدفع عجلة التنمية بثبات.

فلنجعل من الصرامة مبدأً ثابتًا في مدارسنا ومراكزنا، لا عقوبةً ولا تشددًا، بل مسارًا نحو التميّز ومسؤوليةً تجاه المستقبل.
فبقدر ما نكون صارمين في طلب الجودة، نكون صادقين في خدمة الوطن.

أحمدو سيدي محمد الكصري
خبير وطني في التوجيه المهني وهندسة التكوين

سبت, 25/10/2025 - 16:00