
السياسة هي فن الممكن ، القدرة على إدارة الخلافات ، تدبير الشأن العام .
ساحة مفتوحة تتزاحم عبرها الإرادات ، و تتصارع على رمالها المتحركة الاحلام والتطلعات. وكم كانت وما تزال أحضانها الدافئة مقبرة لطموح الساسة ، ومرقدا لمشاريع وروئ لم تغادر عالم الخيال والتصورات.
ان الدارس للتاريخ العربي يقف على حجم التهميش والإقصاء الذي حظيت به المرأة العربية عبر التاريخ ، وخير شاهد على ذلك منطوقات اللغة العربية و ضوابطها.فاللغة هي دالة الوجود ، والوعاء الحامل لثقافة الانسان ولتصوراته للظواهر والموجودات . فالمرأة ترد في لغة الضاد بوصفها تابعة ، لا متبوعة ، منفعلة غير فاعلة ، أداة للمتعة وعنوانا للفتنة وكأن نعومتها ولينها الأنثوي يجافى معترك السياسة وتضاريسها القاسية ، والتي لا يجيد التزحلق على هضابها الا صاحب الصوت الأجش حسب هذا المنطق الاعرج.
الا ان المرأة سرعان ما وعت الدرس ، وخرجت من نظام الوصاية ، وقلبت الموازين ، وجعلت من الكفاءة حجة، ومن النجاح دليلا ، تقلدت المناصب العليا ، مبرهنة أن القيادة ليست جنسا ، بل رؤية و أهلية.
وفي هذا السياق الحافل بالمزاوجة بين الماضي والحاضر والمستشرف لآفاق المستقبل الواعد ، تصنف السيدة المفوضة فاطمة خطري التي ولجت السياسة والإدارة من أبوابها الواسعة ، وقد أستطاعت ان تظل حاضرة وبقوة في المشهد السياسي الوطني عبر عروس الشرق مقاطعة جكني ، رغم عشرية عزيز وهزاتها العنيفة.
هذه المقاطعة التي انتظمت جماهيرها اليوم حشودا شاهدة على مسايرتها لتوجهات المفوضة في دعمها لخيارات رئيس الجمهورية أثناء زيارته لمقاطعة جكني.
فهنيئا لكم أيتها المفوضة المحترمة ، ولكل موريتانية أستطاعت ان تبرهن على انها اهل للأمانة ولإدارة الشأن العام.
سيد المختار عال.
10_ 11_ 2025

