الاستقلال وأولويات شعب في ظل بؤرة تحديات ذ/ أحمد حبيب صو

استقلال موريتانيا الذي تحقق في 28 نوفمبر 1960 جاء كتتويج لكفاح طويل من أجل التحرر من الاستعمار والاستغلال ولكنه  لم يكن مجرد حدث سياسي، بل كان بداية رحلة معقدة نحو بناء هوية وطنية  موحدة،  تدمج جميع مكونات المجتمع الموريتاني الذي يتكون من عدة أعراق و ثقافات، بما في ذلك العرب، البربر، والافارقة السود .

   بعد حصول البلاد على استقلالها، واجهت التحدي الأكبر المتمثل في بناء دولة ذات سيادة وتعزيز الوحدة الوطنية تلك الوحدة الوطنية ضربت في عيد استقلالها في احداث مأساوية جعلتنا بين الفرح والمأتم ضربت وحدة وطن شعبه مسلم يوحد الله .

    الوحدة الوطنية حجر الزاوية في رؤية موريتانيا لمستقبلها ومع ذلك، فقد كان هناك عدة تحديات أمام تحقيق هذا الهدف ولعل اكبرها تأثيرا  الطموحات السياسية والنخب التي تتنافس على السلطة فقد  كانت تلعب دوراً كبيراً في توجيه السياسات الداخلية.ومازالت و غالباً ما كانت الاختلافات العرقية والثقافية تستغل من قبل النخب لتعزيز سلطتها، مما أدى إلى توترات اجتماعية وعدم استقرار سياسي.

   تاريخ استقلال موريتانيا إذا يتداخل مع التحديات المستمرة للوحدة الوطنية وللتغلب  على تلك التحديات يتطلب علينا  وعيًا جماعيًا ورؤية مشتركة، تلتف حول مصلحة الوطن، تتجاوز المصالح الذاتية للنخب، وتعزز التفاعل الإيجابي بين جميع مكونات المجتمع الموريتاني.

   هذا وطننا ونحن أمام واقع وعالم يتجه للعولمة والبناء الداخلي ولا مجال فيه للضعف ومما يضعف الدول، الشرخ الداخلي  فإن لم نبني  وطننا  معا فمن سيبنيه لنا ؟ لنرفع شعار "نحن وطن متحد لتنمية مستدامة" يعكس الطموح الموريتاني نحو مستقبل أفضل.

  يهدف هذا الشعار إلى حشد الطاقات الوطنية وتوحيد الجهود من أجل تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، تأخذ بعين الاعتبار التحديات التي تواجه البلاد وتستثمر في فرصها الواعدة.

   ولكن يجب ان ننظر بظرورة الحوار ،  ان نتحاور ونتسامح بجدية ! وان يكون مطلبا شعبيا، فالحوار والتسامح هما ركيزتان أساسيتان لبناء مجتمع متماسك ومتعدد الثقافات. فمن خلال الحوار، يتسنى للأفراد والجماعات التعبير عن آرائهم ومخاوفهم، والوصول إلى تفاهم مشترك، وحل الخلافات بطرق سلمية. أما التسامح، فيعني قبول الآخر واحترام اختلافاته، والتعايش معه بسلام.

 ولن يتحقق ذلك الا من خلال النقاط التالية :

  • تعزيز الثقة المتبادلة: يساهم الحوار في بناء الثقة المتبادلة بين أفراد المجتمع، مما يقوي الروابط الاجتماعية ويقلل من الاحتقان والعنف.
  • حل المشكلات: من خلال الحوار، يمكن للناس مناقشة القضايا الخلافية والتوصل إلى حلول توافقية، مما يساهم في استقرار المجتمع.
  • تعزيز التنوع: يشجع التسامح على قبول التنوع الثقافي والاجتماعي، مما يجعل المجتمع أكثر حيوية وإبداعًا.
  • منع التطرف: يساهم الحوار والتسامح في منع انتشار التطرف والعنف، وذلك من خلال خلق بيئة من الاحترام المتبادل والتعايش السلمي.
  • تطوير المجتمع: من خلال الحوار، يمكن للمجتمع أن يتطور ويتقدم، وذلك من خلال تبادل الأفكار والخبرات والمعرفة.

ولكن يجب ان لا نغفل التحديات الماثلة امامنا واهمها :

  • التطرف والعنف: يشكل التطرف والعنف تهديدًا كبيرًا للحوار والتسامح.
  • التفاوت الاجتماعي: يؤدي التفاوت الاجتماعي إلى زيادة التوتر والانقسامات في المجتمع.
  • التأثيرات الخارجية: قد تؤثر العوامل الخارجية مثل الإعلام والسياسة على العلاقات بين أفراد المجتمع.

على الرغم من التحديات، يبقى الطموح الشعبي لبناء موريتانيا موحدة ومستقرة موجوداً. يسعى الشعب الموريتاني إلى تعزيز الهوية الوطنية المشتركة، وتحسين ظروف حياتهم من خلال التعليم، والتنمية، والمشاركة السياسية الفعالة.

ذ/ احمد حبيب صو إطار بوزارة العدل

 

أربعاء, 27/11/2024 - 01:18