
الدكتور محمد المختار ولد أباه إلى جنات الخلد مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
اليوم تأيمت وترملت وتيتمت المحظرة والثقافة الإسلامية بشموليتها المادية واللامادية المكتوبة منها والشفاهية بفقد قامة سامقة ظل قرابة قرن من الزمن منافحا مدافعا موثقا أعلامها وعلومها ودواوينها ومطارحاتها وفرادتها وما قدمت وما أضافت للتراث الإنساني الخالد.
ففي كتبه وبحوثه وأطروحاته ومحاضراته بمنابر البحث العلمي العالمية عجمها وعربها ، قدم الدكتور محمد المختار ولد أباه الثقافة العالمة للمحظرة تمثلا وتفسيرا وتقريرا وتنويرا بلسان عربي مبين وبلسان أوربي مكين.
بشموخ وأصالة وموسوعية العالم وانفتاح المثقف المطلع على مفردات الواقع ومقتضياته وما يجب أن يقدم للآخر المختلف تعريفا وتثمينا بالتراث مع الأخذ منه بأدوات المعرفة البشرية التي تساهم في تقدمها ورقيها. .
لهذا كتب عن تطور التشريع والدراسات المالكية بموريتانيا باكورة أعماله العلمية باللغة الفرنسية في أعرق جامعات فرنسا السربون ثم كتب عن الشعر والشعراء بموريتانيا تأريخا وتدوينا للفت أنظار الباخثين لجزالة هذه الشعر وأصالته والحاجة للبحث فيه .
ليتابع بحثه في حقل العلوم الإسلامية دقيقها وجليلها تاريخ القراءات و تفسير القرآن الكريم باللغة الفرنسية ..وفي موكب السيرة النبوية ومدخل لدراسة أصول المذهب المالكي الذي هو أول كناب رصد التأليف في أصول الفقه لعلماء المذهب.
وكان له الفضل في ترسيخ التقاليد العلمية الأكادمية لتطوير البحث في العلوم المحظرية وربط صلته بالواقع وقضاياه ومتغيراته بفتحه لجامعة شنقيط العصرية الصرح العلمي الخالد ملتقى الحوار بين الثابت والمتغير .
وحين أحس بقرب الرحيل أتحف الأجيال بعصارة تجربته الثرية في " رحلته مع الحياة" مذكراته التي صدرت قبل أقل من سنة وفاء لشنقيط ولأجيالها المتعابقة لأن يظل لواء العلم مرفوعا فيها .
رحمه الله برحمته الواسعة.
سيظل ذكره الخالد حاضرا ولسان صدق في الآخرين ما قرأوا مؤلفاته أو مروا أمام جامعة شنقيط أو جلسوا مع من درس أو درًس فيها.
د.محمدالحسن اعبيدي